والدتي أم حياتي الخاصة.. من أختار؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
يقول الله تعالى ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ))
السادة الكرام....
انا من المتعبين في هذه الدنيا...
فلدي مشكلة مع والدتي...
مع العلم اني ولد مرضي وابحث عن رضى الله من خلال رضاها,الا ان والدتي تجعل الطريق الي رضاها شاقا جدا.
((اعينو اولادكم على بركم))
فأنا الآن بعد زمن طويل من المعاناة من قساوتها وجفائها قررت ان اهجرها ولا اكلمها الا بالسلام وصلة الرحم,لأنها بدأت تأثر في حياتي النفسية فينعكس ذلك على عملي كما اثر على دراستي تأثيرا سلبيا سابقا.
الآن بعد قطيعتها فترة من الزمن وجد الراحة.
لكن هل ما افعله صحيح؟
شاكرين مجهودكم.
*****************
*****************
الواجب الشرعي يحتم البر بالوالدين وصلتهما بالمعروف والاحسان إليهما إلا أن ذلك لا يعني طاعة الوالدين, فالبر شيء والطاعة أمر اخر, فلا تجب طاعتهما في غير معروف, ولا يصح أن يؤذي أي فرد اخر سواء كان أباً أو ولداً, وحديث الرسول الكريم "ص" مشهور: "لا ضرر والاضرار" في الاسلام.
واعتقد أن الانسان بما اتاه الله من حلم وحكمة يستطيع ان يوازن – قدر المستطاع – بين بر والديه وحياته الخاصة, فيمكن أحياناً حل المسألة ببعض المساعدة أو الإكرام والاحترام واللطف بهما, وأن تكون للانسان حياته الخاصة التي يتصرف بها كيفما يشاء, بما يحكم عليه شرع الله ويدله عليه عقله, دون التأثر بضغوط الوالدين أو تدخلاتهما.
وإذا ما جزم الانسان بأن العلاقة الفائقة تضر بحياته وتؤذيه, فان يستطيع تنظيم العلاقة ووضع مسافة بينه وبينهما بحيث يحفظ نفسه ويحفظها من الاضرار به وبالتالي تحملهما المعصية أو الاثم, لانهما مسؤولان أيضاً عن تصرفاتهما ولا يحق لهما أذى الاخرين, أبناء كانوا أو غيرهم.
ولكن ليكن ذلك أيضاً مع البر بهما والاحسان إليهما كما أمر الله تعالى.
ويجب أن يعلم الوالدان أنهما مأموران أيضاً بالبر واللطف بأولادهما, وأن من حق الولد عليهما ان يحسنا تسمية الولد وتربيته وتزويجه عند البلوغ, دون أن يعني ذلك أنهما يملكان حق التدخل في شؤون الولد – بعد بلوغه ورشده – فان للولد عند ذاك استقلالية التصرف وهو المسؤول عن حياته وسعادته, وإن كان لا يستغني بحال عن ارشادهما ومعونتهما ودعائهما له, ولكن كل ذلك بالمعروف, بلا افراط ولا تفريط, ولا ظلم ولا تعسف ولا جور.