(19) تحاشي الخلاف العلني
تحاشي الشجار وإبراز الخلافات الزوجية الخاصة في الوسط العائلي ، سواء كان ذلك أمام الأرحام والأولاد .. إذ أن إحساس الأولاد بعدم الاستقرار في حياة أبويهما ، مما يزعزع حالة الاطمئنان بالمستقبل ، أضف إلى سريان التفاعل اللاشعوري بمضاعفات تلك الخلافات ، إلى حياتهم في المستقبل ..كما أن إبراز الخلاف أمام الأرحام ، مما يوجب شيئا من المهانة لأحدهما ، لا يجبره حتى الاعتذار .
(20) الخلاف يسلب التركيز
إن انشغال الفكر بالهموم والخلافات العائلية ، يسلب الذهن حالة التركيز في القضايا المصيرية الأخرى : كخدمة المؤمنين ، وإرشاد الجاهلين ، ومتابعة شؤون الأولاد في دراستهم وعبادتهم ، والعمل بما يكون زادا له في سفره الطويل الموحش والذي طالما شغل بال أولي الألباب ، إذ أن التقرب إلى الحق المتعال ، يحتاج إلى بيئة خالية من الشوائب والمزعجات ، وخاصة تلك التي تجرّ الزوجين إلى المعصية : كالغيبة ، والبهتان ، والفحش في القول .
(21) الاحتكام إلى الشرع
ينبغي للزوجين الاحتكام إلى الشرع وأهله فيما شجر بينهما من خلاف ، وليست لهم الخِيَرة بعد ذلك ، وهو معنى قوله تعالى : { حتى يحكّموك فيما شجر بينهم }.. ومن المعلوم أن انعدام هذه الحكمية ، يجعل الزوجين يعيشان في دوامة لا نهاية لهـا ، فإذا لم يرتضيان الشرع حَـكَما ، فيا ترى من هو الحكم ؟!.
(22) تأمين الزوج للنفقة
إن على الزوجة أن تلتفت إلى أن من مهام الزوج هو تأمين نفقة البيت الزوجي ، وهذا بدوره يستلزم أحياناً كثيرة ، الدخول في معترك الحياة ، وحمل هموم جلب المعيشة ، بما فيها من منغصات وآلام .. فعلى الزوجة أن تلتفت إلى أن هذا الجهد المبذول ينبغي أن يُشكر من خلال الإحترام ، وتهيئة الجو العائلي السعيد ، كما أن على الزوج أن يلتفت إلى انفراد الزوجة بتبعات الحمل والولادة للطفل الذي هو منتسب إليهما معاً .
(23) تزيّن المرأة والرجل
إن تزيّـن الزوجة لزوجها وإتقانها لواجباتها الزوجية ، من عناصر إجتذاب الزوج إلى ما أحلّه الحق المتعال ، وبالتالي إبعاده عن البدائل المحرمة ، والأمر كذلك في جانب الزوج الذي يرى نفسه غير مكلف بالتزيّن لزوجته ، وكأن ذلك من خصائص النساء فحسب .
(24) مناقشة القضايا
إن من المناسب تعيين ساعة من ليل أو نهار ، لمناقشات قضايا الأسرة بشكل هادئ وهادف بعيدا عن التوتر وفرض الآراء ، فإن للزوجة رأيها في الأمور كما أن للزوج كذلك .. والأفضل هو التوفيق بين الآراء المتنافرة مهما أمكن ، للابتعاد عن سلبيات فرض الرأي من دون قناعة .
(25) موقع الزوج في الهداية
إن للزوج دورا مهما في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لـما أوتي من موقع متميز في داخل العائلة .. فعليه أن لا ينسى هذا الدور الذي يحث عليه القرآن من خلال قوله تعالى :{ وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها }.
(26) الضوابط لصالح الزوجين
إن التزام الزوج بالضوابط الشرعية في النظر والحديث مع الأجنبيات ، وكذلك المرأة في تحاشي موجبات الإثارة مع الأجانب ، مما يعزز سلامة البيت الزوجي .. فلطالما أوجب الإنفلات من القيود الشرعية في الجانبين ، إلى الوقوع في الرذائل المحرمة والتي هي بمثابة الضربة القاضية للحياة الزوجية .
(27) عدم توقع المثالية
إن على الزوج أن لا يتوقع الحالة المثالية من الزوجة وكذلك العكس ، فإن فوق كل ذي علم عليم ، فكما أن الزوج لم يتزوج بالزوجة المثالية ، فكذلك الزوجة فإنهالم تتزوج بالزوج المثالي .. وعليه فقد يصادف أحدهما من هو أفضل للآخر أثناء حياته ، ولكن هذا لا يعني أبدا أن يتمنى العبد ما لم يُقدّر له فيه رزقا .
(28) الآداب قبل الزواج وبعده
إن من المناسب ملاحظة الزوجين للآداب الواردة في الشريعة : قبل إنعقاد النطفة ، وحين الزواج ، وبعد الحمل ، وعند الولادة ، وحتى عند الإرضاع .. فإن لهذه الآداب تأثيرات كبرى على المستقبل التربوي للوليد .
(29) اقتصاد الزوجة
إن حسن إدارة الزوجة لمتطلبات المنـزل سوف يوفّر على الزوج كثيرا من التبعات المالية ، أضف إلى توقّي الإسـراف والتبذير مما منيت بهما المجتمعات المترفة ، وهما من أهم عوامـل سلب النعـم .
(30) سرعة الاعتذار
إن الإنسان بطبيعته خطّـاء غير معصوم من الزلل ، ولا يفترق في ذلك ذكر أو أنثى ، فالمهم في الزوجين أن يسارع كل منهما إلى الاعتذار اللائق عند صدور خطأ مقصود أو غير مقصود ، ولا شك أن المغفرة الإلهية مترتبة على تصفية حقوق المخلوقين ، كما أن أذى الخلق - في بعض الحالات - يسبب أذى الحق المتعال ، والذي يترتب عليه اللعن في الدنيا والآخرة .
(31) عدم الموعظة حال الغضب
إن الموعظة والهداية في حال الغضب ، تذهبان أدراج الرياح ، بل قد تزيدان المخاطب عتوّا وعناداً ، وعليه فلا معنى للموعظة في حال الغضب وهيجان أحد الزوجين أو كليهما .. وقد رفعت بعض النصوص التكليف بالنهي عن المنكر أمام صاحب السوط!! .. فليتحيّـن الزوجان الساعة المناسبة لإبداء الملاحظات التي لا بد من إبدائها .
(32) الاهداء سنة محمودة
إن الإهداء سنة محمودة يعمّق حالة المودة والألفة بين الزوجين .. فكم من الجميل أن يهدي كل من الزوجين الآخر ، ما يلائم المناسبة المختصة بكل منهما !! .. ولا شك في أن النظر إلى تلك الهدية - وخاصة إذا بقيت كذكرى لهما - مما يجدّد العواطف التي اكتنفت تلك المناسبة ، وذلك الإهداء .
(33) الصرف على الزينة
اعتاد بعض الزوجات على صرف ما يعتد به من أموال الزوج فيما هو من زينة الحياة : من الملبس والأثاث وما لا يُعدّ من ضروريات العيش .. وقد يبدأ الخلاف فيما لو أصرت الزوجة على اقتناء ما لا يرضى به الزوج ، فهل من المنطق أن يكدّر الزوجان صفو حياتهما ، فيما هو من فضول العيش وزينته ؟! .. وعليه فإن المناسب هو القَدْر المعقول من الزينة في مختلف شؤون الحـياة .
(34) القناعة بما قسم الله تعالى
إن نظرة الزوجة لمستوىً معيشي أرقى من رتبتها وقدرات زوجها ، يجعلها لا تعيش حالة الشكر من النعمة التي هي فيها ، وعليه فإن الزوجين اللذين يخشيان على أنفسهما تخلل حالة الكفران في وجودهما ، أن يتحاشيا معاشرة من توجب معاشرتهم تلك الحالة .. هذا كله فضلا عن معاشرة اللذين يخشى من معاشرتهم على فساد الدين وانحراف الخلق القويم ، ولطالما جرّت معاشرة واحدة ويلات على الزوجين ، لم تنته إلا بالفراق .
(35) الهجرة إلى بلاد الكفر
إن الهجرة إلى بلاد الكفر غير سائغ في غير حال الضرورة .. بل قد يحرم إذا استلزم انحرافا في عقيدة أو عمل ، سواء كان ذلك بالنسبة إلى الزوجين أو بالنسبة إلى أبنائهما ، ولا شك أن الجيل الذي سيتربى في تلك البـيئ الفاسدة يُخشى على تمسكه بأصل الدين ، فضلا عن الانحراف السلوكي في مقام العمل ، وقد سمعنا عن بعض السلالات التي فقدت إسلامها ، لسوء اختيار الموطن ، رغبة في شيء من حطام الدنيا .
(36) ترويح الزوجة
إن استغراق أوقات الزوجة في إدارة شؤون المنـزل بين جدرانٍ أربع ، يورثها شيئا من التبرّم وضيق الصدر و المزاج ، خلافا للزوج الذي له مجال واسع في التحرك .. وعليه فإن من الإنصاف أن يدخل الزوج على زوجته جوا من التغيير والترويح ، المتمثل في سفرة إلى أحد الديار المقدسة ، أو رحلة قصيرة هادفة خالية من التبعات والآثام .
(37) التثقيف الذاتي
إن وجود مكتبة صوتية وغيرها من الكتب والمجلات النافعة توفّر فرصة جيدة لتثقيف الزوجين - بنفسيهما - في أوقات الفراغ ، وخاصة مع ضعف الوسائل العامة في تأمين الثقافة النافعة ، بل مساهمتها في بعض الحالات في تفتيت العش الزوجي ، من خلال عرض ما يوجّه كل من الزوجين إلى عالم الانحراف المناسب لكل منهما .
(38) مراقبة الزيارات العائلية
إن الزيارات العائلية ينبغي أن تراعى فيها القيود الشرعية من عدم الاختلاط المريب ، إضافة إلى عدم التفاعل المشبوه بين المراهقين وخاصة مع وجود الجنس المخالف ، فإنها من المضان الكبرى لاستنبات بذور الفساد بكل أبعاده .
(39) حفظ الاسرار الزوجية
إن على الزوجين أن يحفظا أسرار حياتهما الزوجية في أوج الخلاف والشقاق .. فإن كثيرا من هذه السلبيات المنكشفة عن طريق أحد الزوجين ، مما يسبب الهتك لهما أو لأحدهما مما لا يرضى به الشارع لعبده ، ومن المعلوم أن إحساس الآخر بما تعرّض له من الهتك والإساءة ، مـما قد يسدّ أبواب المصالحة والوفاق .
(40) الغيرة وسوء الظن
إن من روافد المشاكل بين الزوجين : الغيرة التي لا مبرر لهـا من جانب الزوج أو الزوجة ، وسوء الظن الذي لا موجب له ، سوى استيلاء الوهم الذي لا يغني عن الحق شيئاً ، والمهم أولا وآخراً في هذا المجال : هو تحكيم الشرع فيما أجاز وحرّم ، وإن كان بخلاف ميل أحدهما أو كليهما .. فإن زمام التحريم والتحليل إنما هو بيد صاحب هذا الوجود ، وهل هناك من يملك القدرة في منازعة الحق في سلطانه وأحكامه ؟! .